الجمال (الإبل) معجزة إلهية بكل المقاييس
يقول الله تعالى "أفلا ينظرون الى الإبل كيف خلقت".
الجمال (الابل)
الجمل هو حيوان ضخم الجثة قوي البنية قادر على تحمل الحياة الصحراوية القاسية، سواء في الصيف أو الشتاء، وهو من رتبة مزدوجات الأصابع أو ذوات الظلف من فصيلة الجمليات، نشأت الجمال في أمريكا الشمالية ثم انتشرت في قارة آسيا وأمريكا الجنوبية، ويوجد أربعة أنواع في أمريكا الجنوبية تنتمي إلى فصيلة الجمال وهي: اللاما، والألبكا، والگواناكو، و الفيكونا ولكنها صغيرة الحجم وليس لها سنام مثل الجمال المعروفة، وتنقسم الجمال التي تملك أسنمة إلى نوعين، هما:
الجمل العربي ذو السنام الواحد:
ويعيش في المناطق شديدة الحرارة وهو منتشر في مناطق شمال أفريقيا والهند والشرق الأوسط والصحراء الكبرى.
الجمال ذات السنامين:
والتي تعيش في الأجواء الباردة ولها القدرة على تحمل درجات الحرارة الخفيفة وتجدها في آسيا الوسطى.
الجمل العربي ذو السنام والجمل ذو السنامين
لمتابعة اخر اخبار السياسة من هنا
لكل نوع سمات تميزه عن النوع الأخر ليتكيف في البيئة التي يعيش فيها، ومن هذه السمات:
يتميز الجمل ذو السنامين بوبره الطويل الذي يمثل معطفاً ثقيلاً، وله لحية طويلة من الوبر تحيط رقبته؛ وذلك ليبقى جسمه دافئاً، أما الجمل العربي وبره قصير وغير كثيف.
الجمال في آسيا الوسطى لها سنامين؛ ذلك لتخزين كميات كبيرة من الدهون للحفاظ على الطاقة اللازمة للعيش في البرد.
تتغذى الجمال بنوعيها على النباتات والأشواك، ولكن بسبب البيئة التي يعيش فيها الجمل ذو السنامين؛ فهو قادر على تناول جلود وعظام الحيوانات.
أرجل الجمل ذي السنامين تكون قصيرة وقاسية ليتحمل المشي على الصخور القاسية، أما الجمل العربي فأرجله طويلة لحمايته من الرمال الحارة ولكنها أقل صلابة وتكون عرضة للتمزق إذا مشى على الصخور والأماكن الوعرة.
تكيف الجمال مع البيئة المحيطة
الجمل ذو قدرة رهيبة على العيش في الحياة الصحراوية القاحلة وجسمه يتكيف العيش في الأماكن شديدة الحرارة مع قلة الماء والغذاء، فهو متكيف على أكل الصبار ذو الأشواك المؤذية ومعدته تعودت على ذلك، كما أنّ لديه قدرة على تحمل الأجواء الرملية والمغبره ويستطيع الرؤية فيها؛ لأنّ عيونه مغطاة بالرموش الطويلة التي تحميه من الرمال المتطايرة، وتتميز أرجله بالقدرة على المشي في الرمال دون أن ينغرس فيها، ومن الصفات العجيبة للجمل أنفه المجعدة؛ حيث تقوم بتكثيف بخار الماء الخارج عند الزفير فيخرج ثاني أكسيد الكربون ويتبخر الماء وبذلك يستعيد الماء الموجود في الهواء الذي يتنفسه.
مكان تخزين الماء عند الجمل
يظن الكثيرون أنّ الجمل يخزن الماء في السنام، ولكنّ السنام لدى الجمل هو فقط لتخزين الدهون، حيث يعمل على حرق هذه الدهون عند التنفس لتحويلها إلى طاقة تمده باحتياجاته خلال فترة الحرمان من الطعام، أما بالنسبة للماء فيكون تخزينها في الخف فتعمل أنسجة الخف على حفظ الماء فيها ويتم امتصاصه عن طريق الدم، ولا يعتبر الخف وحده مخزن للماء في جسم الجمل بل الجمل ذو قدرة عجيبة على الاحتفاظ بالماء في جسمه لفترات طويلة، وهناك العديد من التكيفات الفسيولوجية التي تساعده على الاحتفاظ بالماء في جسمه.
كيف يخزن الجمل الماء
*التكيفات الفسيولوجية التي تساعد الجمل على حفظ الماء
السنام: عندما يحول الجمل الدهون إلى طاقة يحدث تفاعل مع الأكسجين الجوي وينتج الماء.
كرات الدم الحمراء: كريات الدم الحمراء لدى الجمل ذات شكل بيضاوي وليست كروية مثل الثدييات الأخرى؛ مما يعطيها مرونة عالية للتدفق أثناء الجفاف وغير ذلك تمكنه من الشرب بغزارة دون أن تتأثر فيستطيع شرب حوالي 18 لتراً، فعندما تمتلئ كرات الدم بالماء تنتفخ وتصبح كروية دون أن تنفجر.
الكلي: كلية الجمل شديدة الفعالية فهي تعيد امتصاص معظم الماء للتقليل من فقده، وكذلك يستطيع شرب ماء البحر لفعاليتها في التخلص من الأملاح.
التعرق: تتعرق الجمال بنسبة أقل من الثدييات الأخرى، فهي لا تتعرق إلا إذا تجاوزت درجة الحرارة 41 درجة مئوية وهذا يقلل فقدانها للماء بالإضافة إلى أنّ التعرق يحدث على مستوى الجلد ولا يصل إلى الوبر وبهذا يتمكن من تبريد جسمه بكمية قليلة من الماء.
الجهاز الهضمي: والذي يبدأ من الفم والشفاه حيث تكون شفة الجمل سميكة مما يقلل فقدان الرطوبة من اللسان ويوجد في سقف الحلق طبقة مخاطية تعمل كمرطب للفم.
الدم: يبقى دم الجمل رطباََ حتى لو فقد الكثير من السوائل. ويمكن للجمل الاحتفاظ بالبول في المثانة عند حاجته للماء، حيث يمتص الدم الماء والبول مرة أخرى ويحوله إلى المعدة، حيث تعمل بكتيريا خاصة في المعدة على تحويله إلى بروتين وماء.
في ما يلي بعض المعلومات العامة عن الجمال الابل :
*يتراوح طول جسم الجمل ذي السّنامين البالغ ما بين 3.2-3.5م، ويتراوح ارتفاع كتفه عن الأرض ما بين 1.6-1.8م، أما وزنه فيتراوح بين 450-500 كغ.
* يتراوح طول جسم الجمل العربي البالغ ما بين 2.2-3.4م، ويتراوح ارتفاع كتفه عن الأرض من 1.6-1.8م، أما وزنه فيتراوح ما بين 400-600 كغ.
* تُشكّل الجمال العربيّة 90% من الجِمال في العالم، وهي جميعها مستأنسة حالياً، أما الجِمال ذات السّنامين فبعضها غير مستأنس، وتتميّز الجِمال البريّة ذات السّنامين بأن سنامها أصغر حجماََ، ووبرها أقصر.
* يعتمد حجم سنام الجمل على وفرة الغذاء في البيئة، فعندما يعاني الجمل من نقص مصادر الغذاء يبدأ باستهلاك الدّهون المخزّنة في السّنام فيصغر حجمه.
*تبصق الجمال الطّعام عند شعورها بالخطر، أو الانزعاج، وتكون بصقة الجمل مزيجاََ من الطّعام المهضوم في المعدة واللّعاب، ويمكن معرفة أنّ الجمل على وشك البصق عندما تبدأ خدوده بالانتفاخ.
* تتعرّض الجمال ذات السّنامين بالرغم من ضخامة حجمها للافتراس من قِبَل الذّئاب. يتمكّّن الجمل ذو السّنامين من تحمّل درجة حرارة تصل إلى -29 درجة مئويّة شتاءََ، ودرجة حرارة تصل إلى 49 درجة مئويّة صيفاََ؛ وذلك بفضل المعطف السّميك الذي يغطي جلده خلال فصل الشّتاء، والذي يتخلّص منه خلال فصل الصّيف.
*يتمكّن الجمل من حماية عينيه أثناء العواصف الرّمليّة بفضل وجود جفن داخلي شفاف يحمي العين من الرّمال، دون أن يعيق الرؤية، وبفضل جود صفّين من الرّموش الطّويلة التي تمنع وصول الرّمال إلى العين، ولحماية الأنف من الرّمال يمكن للجمل التّحكم بفتح وإغلاق فتحتي الأنف.
*يمكن للجمل أن يمشي بسهولة على رمال الصّحراء، والثّلج أيضاََ، وذلك لأنّ قدمه تتمدّد عند ملامستها للأرض، وتتقلّص عندما يرفعها الجمل للأعلى.
تعيش الجمال ضمن قطيع يقوده ذكر مسيطر، وعندما تصل ذكور الجِمال لسن البلوغ تُطرد من القطيع لتكوّن قطيعاََ خاصاََ بها.
*تتواصل الجِمال فيما بينها عن طريق إصدار مجموعة متنوعة من الأصوات مثل الثّغاء، والأنين والتأوّه، والنّفخ، والهدير، والهمهمة، كما يمكنها التّواصل عن طريق لغة الجسد، ويكون ذلك بتحريك الذّيل، أو الرّأس، أو الرقبة، أو الأذنين بطريقة معينة، فعلى سبيل المثال يدل لف الذيّل على الظّهر على الخضوع، وتحيي الجمال بعضها بالنفخ على الوجه.
* تنفصل أنثى الجمل عن القطيع عند اقتراب موعد ولادتها، وتجد لنفسها منطقة خاصة تضع فيها صغيرها، ولا تعود للقطيع إلا بعد مرور أسبوعين على ولادتها.
*تلد أنثى الجمل صغيراََ واحداََ أو اثنين بعد فترة حمل تتراوح بين 12-14 شهراََ، ويتميز الصّغير بقدرته على المشي خلال نصف ساعة، وتستمر الأم بإرضاع الصّغار لفترة تتراوح بين 10-18 شهراََ.
*تتميّز شفاه الجمل المشقوقة بالمرونة والقوة التي تمكّنه من تناول الأشواك، ويُعرف عن الجمل قدرته على أكل النّباتات المالحة والسّمك أيضاََ.
*إنّ الجمل حيوانٌ صحراويّ يتحمّل أقصى درجات الحرارة، والجوع، والعطش، وذلك بفضل العديد من الخصائص الخلقيّة الموجودة في جسده مثل؛ أنفه، وسنامه الموجود على ظهره، وغيرها من الخصائص التي تسمح له بالتكيّف في بيئته بالرغم من ظروفها الصعبة.
تعليقات
إرسال تعليق