محطة الضبعة النووية النشأة والفوائد
يتم حاليا إنشاء محطة نووية مصرية بمدينة (الضبعة) لتوليد الكهرباء حيث تم توقيع عقد تنفيذها مع الجانب الروسي وتتضمن
4 مفاعلات نووية من الجيل الثالث المطور والذي يتميز بارتفاع معدلات الأمان وبساطة التصميم وانخفاض التكاليف والعمر
الافتراضي الكبير الذي يصل إلى أكثر من 60 عاما مقارنة بالمفاعلات الحرارية.
بداية الفكرة ونشأتها
ان مشروع أول محطة نووية مصرية للطاقة السلمية هو حلم لطالما راود المصريين على مدى أكثر من نصف قرن، فالرئيس
الراحل (جمال عبد الناصر ) كان أول من طرق أبواب المستقبل النووي، وسعى سعيا حثيثا من أجل انضمام مصر للنادي النووي ،
ففي عام 1955 تم تشكيل "لجنة الطاقة الذرية" برئاسة الرئيس عبد الناصر ، وفى يوليو 1956 تم توقيع عقد الاتفاق الثنائي
بين مصر والاتحاد السوفيتي بشأن التعاون فى شئون الطاقة الذرية وتطبيقاتها . وفى سبتمبر عام 1956 وقعت مصر عقد مفاعل
الأبحاث النووى الأول مع الإتحاد السوفيتي بقدرة 2 ميجاوات (أُطلق عليه اسم مفاعل أنشاص) . وتقرر فى العام التالى تحويل
"لجنة الطاقة الذرية" إلى "مؤسسة الطاقة الذرية" . ودخل (مفاعل أنشاص) العمل فى سنة 1961 .
ولكن لم يدم هذا الحماس لتحقيق الحلم النووي بعد التوتر الذي نشب بين مصر والإتحاد السوفيتي فى عهد الرئيس الراحل (أنور
السادات) ، فوجه الرئيس السادات انظاره الي الولايات المتحدة الأمريكية بعد توقيع معاهدة (كامب ديفيد) للإتفاق على بناء عشر
محطات نووية مصرية من خلال شركة( وستنجهاوس الأمريكية) وتم توقيع اتفاقية تعاون نووي بين الجانبين المصري والأمريكي
، ولكن لم تقم الولايات المتحدة الأمريكية بالبدء فى تنفيذ اى خطوة تجاه هذا المشروع مما دفع الرئيس السادات لإستبعاد الشريك
الأمريكي والتوجه للغرب الأوروبي وتحديدا( فرنسا ).
وفى الثمانينات وبعد اغتيال السادات وتولي الرئيس الأسبق مبارك مقاليد الحكم ، عزم على المضي قدما فى المشروع النووي ،
ووقع الاختيار على منطقة " الضبعة " لإنشاء أول المحطات النووية ، ولكن لم يتم البدأ في المشروع ، حيث أدى حادث مفاعل "
تشرنوبل " إلى إلغاء البدء بتنفيذ الفكرة وتأجيلها إلى أجل غير مسمى .
وجاء عام 2007 ليعلن الرئيس الأسبق (مبارك) استئناف البرنامج النووي المصري في أرض الضبعة .. لكن فى ذلك الوقت ثار
جدل واسع حول ما اذا كانت هذه المنطقة مناسبة للمشروع، وما إذا كان من الأفضل نقله إلى موقع آخر واستغلال الضبعة فى
مشروعات سياحية .
وتعاقدت الحكومة مع شركة استرالية عام 2009 لمراجعة الدراسات الخاصة بالمشروع ومدى مناسبة منطقة الضبعة للمفاعل
النووى، وتم تقديم نتائج الدراسات التى أعدتها الشركة الأسترالية، بالتعاون مع هيئة المحطات النووية، والوكالة الدولية للطاقة
الذرية، والتى أقرت بأن موقع الضبعة مناسب، وأنها لا تمانع فى إقامة محطة نووية هناك.
في 2013 بدأ إعداد وتجهيز الموقع لتنفيذ المشروع بعد استلام القوات المسلحة المصرية للموقع ، حيث قامت الهيئة الهندسية
بتشييد مباني للعاملين بالمشروع والإدارة وتمكنت القوات المسلحة المصرية من إنشاء برج الأرصاد لقياس "درجات الحرارة،
الرطوبة واتجاهات الرياح"، بالإضافة إلى إنشاء مباني العاملين وأجهزة قياس المياه الجوفية والزلازل والتيارات البحرية وإمداد
خطوط الغاز والمياه والكهرباء والاتصالات.
سبب اختيار منطقة الضبعة للمشروع
الضبعة هي مدينة في محافظة مطروح، بشمال غرب مصر، تبدأ من قرية (غزالة) شرقا حتى قرية (فوكة) غربا ومساحتها
الإجمالية تبلغ 60 كيلومتر مربع .
في فترة الثمانينات اختارت شركة “سوفراتوم” الفرنسية 23 موقعا ليكونوا صالحين لإنشاء مفاعل نووي وكان موقع الضبعة هو
الأفضل وأثنى خبراء بالوكالة الدولية للطاقة الذرية على هذا الاختيار .
ويرجع سبب اختيار الضبعة كموقع لإقامة أول محطة نووية للطاقة السلمية لعدة أسباب أولها أن "الضبعة" مكان ملائم وآمن جداً،
و كونها قريبة من المياه والتي نستطيع استخدامها لتبريد المحطات النووية. كما أنها أرض مستقرة بعيدة عن حزام الزلزال مما
يضمن عدم حدوث تسريب نووي، إضافة إلى أنها تبعد نحو 60 كيلومتراً من التجمعات السكانية، وبالتالي لن تشكل خطورة بيئية
أو مجتمعية .
لمعرفة اخر الاخبار السياسية من هنا
التعاون المصري الروسي في مشروع محطة الضبعة النووية
في 19 نوفمبر 2015 وقع الرئيس المصري (عبد الفتاح السيسى) مع الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) اتفاقية إقامة أول محطة
نووية لتوليد الكهرباء بأرض الضبعة كمرحلة أولى، والتى تستهدف إنشاء محطة تضم 4 مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء بقدرة
1200 ميجاوات بإجمالي قدرات 4800 ميجاوات بتكلفة إجمالية 20 مليار دولار، وحددت هيئة المحطات النووية هذا اليوم من
كل عام عيدا وطنيا للطاقة النووية .
وتعمل روسيا على إنشاء مفاعل نووي لمصر من الجيل الثالث من خلال شـــركة الطاقة الذرية الروسية Rosatom ، يساوي في
قوته مفاعل (لينيجراد)، حيث ستكون مصر الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك مفاعلات روسية نووية من الجيل الثالث
موثوقة وآمنة.
تمويل المشروع
وفقًــا للاتفاقيــة، ســـتقدم روســيا قرضًــا بقيمة ٢٥ مليـار دولار أمريكـي لمصـر لتغطيـة85 %مـن تكلفـة البنـاء، بينمـا سـتمول
مصـر المبلــغ المتبقــي مــن خــلال مســتثمرين مــن القطاع الخاص وستقوم هيئة الطاقـة النوويـة التابعـة لـوزارة الكهرباء
والطاقة المتجددة المصـرية بـإدارة المشروع وامتلاكه.
فوائد محطة الضبعة النووية واهميتها
تكمن أهمية مشروع الضبعة النووي في الفائدة التي ستعود على مصر في مجالات عديدة، وكذلك النقلة النوعية التي ستجعل مصر
في قائمة ومصاف الدول التي تمتلك طاقة نووية سلمية نظيفة، وتأتي تلك الاهمية والفوائد في ثلاث جوانب :
لمعرفة اخبار الاقتصاد من هنا
لمعرفة اخر اخبار الرياضة من هنا
1-الجانب الاقتصادي
دخول مصر النادي النووي يعني دخول الاقتصاد المصري إلي مجال أرحب وأوسع، وستكون هناك فوائد مباشرة على إنتاجنا من
الكهرباء، كما سيتيح لها تنويع مصادرها من الطاقة البديلة المتجددة والرخيصة نسبيا، ويقلل اعتمادها علي النفط والغاز، ويجنبها
تقلبات أسعارهما، فضلا عن تميز الطاقة النووية بنظافتها وعدم الإضرار بالبيئة، والتسبب في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس
الحراري التي تسهم في تغير المناخ، وغيرها من الآثار التي تنتج عن استخدامات الوقود الأحفوري .
2-الجانب السياسي
التأكيد على عمق ومتانة العلاقات الثنائية بين الجانب القاهرة وموسكو وقطع الطريق علي المزايدين والمتربصين والمشككين في
هذه العلاقات.
3-الجانب العلمي والتكنولوجي
تدخل مصر رسميا بعد انشاء هذا المشروع عصر الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وهذا الامر يدعم مسيرتها في مشوار
التنمية الذي تمشيه مصر، وهي تتجه نحو بناء دولة حديثة تقوم على أسس علمية سليمة، خاصة بعد أن تعددت الاستخدامات
السلمية للطاقة النووية، وأصبحت تدخل في معظم المجالات العلمية والطبية والزراعية والصناعية، وحتى في مجالات التغذية،
وزيادة الإنتاج النباتي والحيواني، بالاضافة الي تولي روسا تدريب وتأهيل الموظفين المصريين علي كيفية التشغيل والتعامل
بطريقة امنة مع المفاعلات النووية المستخدمة في محطة الضبعة النووية.
تعليقات
إرسال تعليق